أكثرها إيلاماً حوادث دهس الأطفال 223 حادث دهس نتج عنها 37 حالة وفاة خلال العام 2013
أكثر حوادث الدهس إيلاماً هي تلك التى نفقد من خلالها فلذات اكبادنا، واكثرها ألماً وحسرة هو أن يكون المتسبب في ذلك أحد الوالدين.
مع بداية عام 2014 استيقظنا على حادثين مؤلمين من تلك الحوادث المفجعة الأول كان بتاريخ 6 / يناير من هذا العام حيث ادخلت طفلــة تبلغ من العمر 4 سنوات غرفة العناية المركزة بعد تعرضها لإصابات بليغــة اثر قيام والدها بالرجوع إلى الخلف بمركبتــه بداخل المنزل ليفاجأ بدهس طفلته التى كانت تلعب خلف السيارة دون أن يلحظها، ولكن العنايــة الإلهيــة انقذتها بعد ان واجهت الموت المحقق
أما في الحادثة الأخرى فقد توفي احد الأطفال دهساً ويبلغ من العمر (سنة واحدة) حين قام عمه بالرجوع إلى الخلف دون أن يلحظ وجوده خلف المركبة ليضيف الحادثتان رقمين جديدين للعديد من حوادث الدهس التى يروح ضحيتها الأطفال صغار السن لعدم انتباه ذويهم لوجودهم خلف المركبات وهم يتعلقون باثواب الاب أو الام اثناء مغادرتهما المنزل بما ينطوي عليه هذا النوع من الحوادث من آلام مضاعفة وغصة قد تصاحب الأب المتسبب بالحادث حتى نهايــة العمر
على الرغم من قلــة تلك الحوادث وندرتها ولله الحمد في إمارات الدولــة على وجــه العموم وفي إمارة الشارقة على وجه الخصوص إلا أنها خطر واقع وبحاجــه إلى التوعية المستمرة وتكاتف الجهود حتى نصل إلى الرقم ( الصفري ) خلال السنوات المقبله.
الضرر النفسي
تقول الإخصائية الإجتماعية نرجس اليماحي من القيادة العامة لشرطــة الشارقة إن من أكثر الحوادث إيلاما للنفس هو أن يفقد احد الوالدين احد أبنائه ويكون هو من تسبب بوفاته، فرغم أنها من الحوادث التي يندر وقوعها إلا أنني شاهدت وبأم عيني الفاجعة التي حلت بإحدى الأسر عند قيام ابنتهم الكبرى وبعد حصولها مباشرة على رخصة القيادة وأثناء قيامها بإخراج سيارة والدها من المنزل بدهس ابن أختها الوحيد والبالغ من العمر السنة والنصف، وكانت النتيجة مقاطعة هذه الابنة من قبل جميع أفراد الأسرة ، حيث أن وفاة الابن سببت حالة هستيرية للام ونوبة عصبية لا توصف لوالده
...
فالشاهد هنا هو ان وفاة الابن في مثل هذه الحالات اكثر تأثيراً واشد وطأة على النفس ذلك لان الوالدين يحملان ابنتهما مسؤولية الخطأ الذي حدث و تسبب بالوفاة وان الوفاة ما كان لها ان تحدث لولا هذا الخطأ منهم، وهذا يدخلهم في حالة من الاكتئاب الشديد تعزلهم عن العالم الخارجي و تفقدهم الثقة بأنفسهم و بمن حولهم وتخلق لديهم نوع من العقد النفسية تجعلهم يشعرون بالخوف المبالغ فيه و الوسواس عند قيادة المركبة ، كما انه يجعلهم بنظر المجتمع مذنبين و مقصرين بالإهمال .
حوادث الدهس بصورة عامــة
وبصورة عامــة فقد سجلت إدارة المرور والدوريات في العام الماضي2013 عدد 223 حادث دهس نتج عنها 37 حالة وفاة وعلى الرغم من إنخفاض نسبة الوفيات عن العام 2012 بواقع (5) وفيات إلا أن حوادث الدهس ما زالت مستمرة وتثير قلق الأجهزة الأمنية، وتفيد تقارير الحوادث أن الأخطاء مشتركة بين المشاة والسائقين، حيث يعبر المشاة الشارع بشكل مفاجئ ومن مكان غير مخصص لذلك، وبدون وعي يعرضون أنفسهم للخطر وكذلك قد تحدث أخطاء من السائقين مثل النوم خلال القيادة بسبب القيادة تحت تأثير الارهاق الشديد أو تناول العقاقير المهدئــه
ويقول المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم المرور والدوريات على الرغم من حملات التوعيــة الواسعة والمستمرة التى تنفذها الأجهزة الشرطية على مستوى الدولــة بشكل عام وشرطــة الشارقة على وجه الخصوص عبر إداراتها المختلفــة إلا أن العديد من أفراد المجتمع يضع نفســه أمام خطر الموت من خلال تعمده العبور الخاطئ وبصوره عشوائية للشوارع والطرقات المختلفــة
.
والأمثله على ذلك كثيره، حيث عرض فريق راصد التابع لإدارة الإعلام والعلاقات العامــة في سلسلة من حلقاتــه مشاهد مباشره ومؤثره عن العبور العشوائي للطرق والشوارع المختلفــه ومنها الرئيسية وكدنا أن نجزم أثناء الرصد والتصوير أنه سينتج حادث دهس مروع من جراء العبور "الخطر" للشوارع الرئيسيــة، وعند إجراء اللقاءات مع بعض المخالفين كان جملة ما يقولون " الله سلم " ونسوا أو تناسوا قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) صدق الله العظيم، معرضين أنفسهم وغيرهم للخطر مبررين ذلك بالحاجــة إلى الإنتقال إلى الشارع المقابل في حين أن بعض الشوارع التى تم رصدها أثناء التصوير تبعد عن مكان عبور المشاه ما يقارب 50 متراً فقط
توعية مستمرة
وفي هذا الصدد أكد المقدم بن درويش أن القيادة العامة لشرطة الشارقة تقوم بتنظيم حملات مستمرة ومتواصلة تهدف من خلالها إلى توعية وتعريف الجمهور بالقواعد الصحيحة لعبور الطريق واستخدام خطوط المشاة والمعابر والجسور المخصصة لهذا الغرض والتأكد من خلو الطريق قبل العبور، وذلك تجنباً لتعرضهم لحوادث دهس قد تكون مميتة أو تتسبب في إصابتهم بإصابات قد تعوق حياتهم
واوضح أن القيادة نفذت حملة سلامة المشاة مسؤوليتنا ، ووزعت خلالها نشرات على المشاة بمختلف اللغات في الأماكن التي تتكرر فيها حوادث دهس نتيجة العبور الخاطئ، خصوصاً على شارع الوحدة والعروبة ومنطقة البحيرة والخان وكل المناطق الداخلية في المدينة تعرفهم من خلالها بالقواعد الصحيحة لعبور الطريق واستخدام خطوط المشاة والمعابر والجسور والتأكد من خلو الطريق قبل العبور
.
وطالب المقدم بن درويش الجمهور، عدم التهاون في عبور الشارع والالتزام بالعبور من الأماكن المخصصة لذلك. كما ناشد السائقين بأخذ الحيطة والحذر خلال القيادة وتجنب مفاجآت الطريق مشيراً ان قانون السير والمرور الاتحادي لعام 2008 يتضمن مجموعـة من المخالفات المقررة على السائقين والمشاه أنفسهم حيث يتم وفق المادة 147 بدفع غرامــة قيمتها 200 درهم على من يعبر من المشاه الطريق من غير الأماكن المخصصة لعبورهم وتسجل حضورياُ
،
وفي المقابل توقع مخالفة مرورية وفق المادة 43 بقيمــة (500) درهم و(6) نقاط مروريــة على عدم إعطاء الأولية للمشاه في الأماكن المخصصة لعبورهم، أما فيما يخص المادة 48 من القانون والتى تنص على إيقاف المركبـة على ممر عبور المشاه فإنه يوجب دفع مخالفــة قيمتها 500 درهم، ووفق المادة 111 من القانون الذي ينص على من يقوم بإيقاف المركبة بطريقــة تسبب خطر للمارة أو تعرقل حركــة المشاه بدفع مخالفة مالية وقدرها 200 درهم إلى جانب 3 نقاط مروريــة.