أولى المغفور له بإذن الله الفريق خميس مطر المزينة، رحمه الله، تطوير مسيرة التعليم في أكاديمية شرطة دبي اهتماما خاصاً، وذلك لإدراكه الشديد بأنه مصنع الرجال وتخريج الأجيال القادرة على حفظ أمن الوطن وتحقيق تطلعات قيادته الرشيدة يبدأ من داخل أسوار الأكاديمية.

عُرف الفريق المزينة باهتمام بأدق التفاصيل في سير عملية التدريس والتدريب داخل الأكاديمية، فتواجد في ميادين التخريج، واقترب أكثر وأكثر من مقاعد الدراسة ولجان الامتحانات، ووقف على تطور المناهج، وتابع رسائل الماجستير والدكتوراه المتنوعة، وجاب في أروقتها أثناء التفتيشات السنوية للتأكد من تقديمها لكافة الخدمات وفق أعلى المستويات والمعايير المطلوبة لتخريج كوادر على أعلى مستوى من التأهيل والتدريب.

ترأس الفريق المزينة مجلس إدارة أكاديمية شرطة دبي في شهر إبريل عام 2008، وخط في البوابة الإلكترونية للأكاديمية رؤيته لمستقبلها، حيث قال: إن توجيهات القيادة العليا لشرطة دبي، الرامية إلى التطوير المستمر لإحداث نقلة نوعية في منظومتي التعليم والتدريب، وتطبيق أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في الدول المتقدمة، بهدف تخريج كوادر من ضباط الأمن على مستوى عال من التدريب والتأهيل، يسهمون في خدمة الوطن وتحقيق أمنه واستقراره، وذلك تحقيقا للأهداف الاستراتيجية العامة لشرطة دبي، المنبثقة عن الأهداف الاستراتيجية العامة لوزارة الداخلية، بما يترجم رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة، تجعلنا نعمل ليل نهار على تسخير أفضل العناصر القادرة على حمل تلك التوجيهات محمل الجد، ورسم سياسات التنفيذ على أرض الواقع، بدءاً من اختيار الطلاب المرشحين الأكفاء وأصحاب البصيرة والعزيمة والإيمان والقدرة والرغبة في إيصال رسالة الأمن والأمان للبلاد والعباد كما يتمناها الإنسان الصالح ويحلم بها.

وذكر رحمه الله: ومرورا بانتقاء أعضاء هيئة التدريس أصحاب التاريخ العلمي والمهني المشهود بخبرته وكفاءته وتميزه، وكذلك المدربين القادرين على تغيير سلوك الطالب القادم من الحياة المدنية الحرة إلى الحياة الشرطية المنضبطة سلوكاً وتدريباً وإلماماً بالأعمال الشرطية المتخصصة، بالإضافة إلى توفير البيئة التعليمية والتدريبية المجهزة بأحدث وأفضل الأدوات والإمكانات.

وأضاف: وما يدلنا اليوم أننا على الطريق السليم هو مخرجات التعليم من أكاديمية شرطة دبي والتي أثبتت كفاءة عالية في الميادين العملية، بالإضافة إلى الإقبال المتزايد على الالتحاق ببرامج التعليم والتدريب والشراكات المجتمعية التي تقدمها الأكاديمية للمرشحين والمنتسبين، والمتدربين. 

هذا الاهتمام الكبير للفريق المزينة رحمه الله، بالأكاديمية، ترك أثراً كبيراً على إنجازاتها ولعل آخرها كان حصولها نهاية العام الماضي 2016 على شهادتين من مؤسسة (كواكوريلي سيومندس QS) باعتماد "أكاديمية شرطة دبي في التصنيف العالمي كأفضل جهات تعليمية متخصصة، من حيث تنوع جنسيات الهيئات التدريسية، والطلبة الدارسين فيها".

أما على مستوى التدريب، فقد كان الفريق المزينة رحمه الله، حريصا على استخدام كوادر متخصصة لتدريب اللياقة البدنية، كما أوفد العديد من الضباط لجلب أفضل المدربين في هذا المجال، الأمر الذي ساهم في مشاركة أكاديمية شرطة دبي في كافة الفعاليات والبطولات الرياضية وحصولها على المراكز الأولى.

كما نظم الفريق المزينة العام الماضي ولأول مرة مؤتمر أكاديمية شرطة دبي العلمي الثامن، في العاصمة القاهرة بالتعاون مع كلية الحقوق جامعة القاهرة، وجاء بعنوان السياسة الجنائية والأمنية لمواجهة الجريمة المعاصرة بمشاركة 4 دول هي الإمارات ومصر وعُمان والجزائر وأكثر من 170 مدعوّاً من مختلف الدول، وتضمن 8 جلسات و96 محوراً، إضافة لإصداره توصيات هامة، وتحقيقه نجاحاً منقطع النظير.

ووجه الفريق المزينة رحمه الله بتشكيل فريق التصنيف العالمي الذي كان مبادرة هامة لدخول أكاديمية شرطة دبي للتصنيف العالمي كأول أكاديمية شرطية، إضافة إلى مساهمته في تغيير فكر الفرقة الموسيقية ونوعية طريقة الاستعراض التي تقدمها.

آمن الفريق المزينة رحمه الله أن تفوق وتطور الأكاديمية لا يأتي من الاكتفاء بالاجتهادات الداخلية بل عبر عمل شراكات أكاديمية مع جامعات هامة على المستوى العالمي، وتبادل الخبرات، ورفد الأكاديمية بكل ما هو جديد يساهم في إثراء وتعزيز دور رجل الأمن في خدمة المجتمع.

وخلال العام الماضي، حرص الفريق المزينة رحمه الله على ترأس وفد أكاديمية شرطة دبي في زيارات خاصة إلى جامعات علمية على مستوى العالم، بهدف تبادل الخبرات وتوقيع اتفاقيات معها تساهم في تطوير عمل الأكاديمية، فكانت هناك جملة من الاتفاقيات مع كل من المملكة المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

ففي المملكة المتحدة زار الفريق المزينة رحمه الله جامعة مانشستر متروبوليتان البريطانية وكان في استقباله الدكتور مايسزكا غوزكوسكا نائب رئيس الجامعة، وعدد من مديري الجامعة ورؤساء الكليات وأعضاء الهيئات التدريسية، وناقش معهم تبادل الخبرات وبرامج الدراسات العليا التي تقدمها الجامعة وخصوصاً في مجال علوم الشرطة والبحث الجنائي والأدلة الجنائية، وآليات ابتعاث ضباط الشرطة لاستكمال دراساتهم العليا والحصول على أعلى الدرجات العلمية لإكسابهم الخبرات اللازمة لتطوير العمل الشرطي والتعليم الأكاديمي.

ووقع الفريق المزينة رحمه، وعميد كلية القانون في جامعة مانشستر البريطانية، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التميز والتفوق المؤسسي للأكاديمية للمساهمة في دعم مسيرة التعليم في الدولة وتحقيق رؤية الإمارات 2021 لتكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم بحلول ذلك العام.

وفي زيارته إلى جمهورية مصر العربية، وقع رحمه الله اتفاقية تعاون علمي ثقافي مع جامعة الإسكندرية، وجامعة عين شمس، وجامعة القاهرة، واطلع على أحدث المستجدات العلمية في العلوم الشرطية، بهدف إثراء الجانب المعرفي والحقوقي والشرطي بالمزيد من العلوم التخصصية، وتنويع مصادر المعرفة القانونية، وتحقيق رؤية الإمارات 2021.

وفي مصر أيضاً، شهد الفريق المزينة مؤتمر أكاديمية شرطة دبي العلمي الثامن، في العاصمة القاهرة والذي نُظم بالتعاون مع كلية الحقوق جامعة القاهرة، وانطلق تحت عنوان السياسة الجنائية والأمنية لمواجهة الجريمة المعاصرة بمشاركة 4 دول هي الإمارات ومصر وعُمان والجزائر وأكثر من 170 مدعوّاً من مختلف الدول.

الحرص على التخريج

وعلى أرض ميدان أكاديمية شرطة دبي، حرص الفريق المزينة على حضور حفل تخريج الطلبة المرشحين وطلبة الدراسات العليا والدورات التأسيسية، وكان يلتقي الطلبة الخريجين عقب انتهاء مراسم التخريج، ويحثهم أن يكونوا على قدر المسؤولية والالتزام بتنفيذ الأوامر والواجبات التي تقع على عاتقهم بأمانة وإخلاص، ويطالبهم بحسن التعامل مع المجتمع، والتضحية تجاه الوطن.

وكان رحمه الله يحرص على حث الخريجين على التزام السلوك الحسن وخاصة عند إرتداء الزي الشرطي، وأن يبتعدوا عن كل ما يجلب السمعة السيئة والجلوس مع أصدقاء السوء، إضافة إلى التعامل مع الناس بأسلوب راق يليق بسمعة شرطة دبي، مشدداً دائماً على أهمية احترام الخريجين لزملائهم في العمل واحترام الرتب العسكرية والمحافظة على سرية العمل والمهام المنوطة بهم.

دفعة أولى من مرشحي الضباط النساء 

أولى الفريق المزينة العنصر النسائي الشرطي اهتماما خاصاً في أكاديمية شرطة دبي، ووقع قبل رحيله على اعتماد نتائج قبول 35 طالبة من أصل 189 طالبة تقدمن للالتحاق بالدفعة الاولى من مرشحي الضباط من العنصر النسائي للالتحاق في أكاديمية شرطة دبي للعام الدراسي 2017/2016 من الحاصلات على شهادة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي من دولة الإمارات.

وأكد رحمه الله، أن الدفعة الأول من مرشحي الضباط من العنصر النسائي سوف تكون نواة لدورات قادمة في ظل الاحتياجات لعناصر نسائية متسلحة قانونيا وشرطيا بعد حصولها على درجتي الليسانس في القانون والليسانس في علوم الشرطة، بحيث تكون قادرة على العمل في جميع التخصصات الشرطية وفي ظل التأهيل والتدريب والرعاية الذي تشرف عليه القيادة العامة لإعداد الكوادر النسائية المؤهلة، مضيفا أن هناك كوادر نسائية تبتعثهن شرطة دبي داخل الدولة وخارجها ليحصلن على تعليم عال ومتقدم ليساهمن في خدمة الوطن ورفعته.

وأشار رحمه الله وقتها إلى أن شرطة دبي تعتبر أول جهاز أمني خليجي يضم المرأة إلى كوادره، ونشأت فكرة إلحاق العنصر النسائي للعمل في المجال الشرطي والأمني في نوفمبر من عام 1967، نظرا للحاجة الماسة للعنصر النسائي في تقديم مختلف الخدمات الخاصة بالنساء مراعاة للعادات والتقاليد والقيم الاسلامية.